بدأت في كل من واشنطن ونيويورك ملامح صراع بين “ورثة محتملين” للمبنى الذي استضاف منظمة التحرير الفلسطينية طوال سنوات قبل اتخاذ الرئيس دونالد ترامب لقراره الشهير بإغلاق مكاتب السفارة الفلسطينية في واشنطن وهي نفسها مكاتب المنظمة.
ويبدو ان الصراع لا علاقة له بالمكان حصريا .
بل يتجاوز الامر المكاتب والمقر ضمن بناية معروفة وشهيرة في العاصمة الامريكية بإتجاه مبادرات لها علاقة بمؤسسات وكيانات”بديلة” عن المنظمة تتولى تمثيل الشعب الفلسطيني على الاقل وفي المرحلة الاولى في الولايات المتحدة كما تؤكد مصادر خاصة لرأي اليوم.
المؤسسة الوليدة والتي تخطف الاضواء وتتحرك بقوة في هذا الإتجاه هي منظمة الكونجرس الفلسطيني التي ظهرت على السطح مؤخرا وبدأت تزاحم في منطقة تمثيل الأمريكيين من اصل فلسطيني وسط إفصاحات وبيانات تتحدث ايضا سياسيا عن عملية ا لسلام.
ويملك المبنى الملياردير الفلسطيني الامريكي فاروق الشامي الذي تربطه علاقات عمل قديمة بالرئيس ترامب بسبب عملهما في مجال العقارات.
الشامي ظهر مؤخرا في لقاء مصور يتحدث عن مساعدة الفلسطينيين في العالم سجله الصحفي الاردني المعارض نايف الطورة.
وعلى خلفية اغلاق مبنى ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية تواصل المليونير الفلسطيني الامريكي المعروف على مستوى الجاليات العربية الدكتور عدنان مجلي مع الشامي وعبر عن رغبته في استئجار نفس المبنى المغلق والحرص على استمرار رفع العلم الفلسطيني عليه.
وشكلت رغبة استمرار رفع العلم الفلسطيني على مقر مستأجر نقطة نقاش وتجادل بين النشطاء السياسيين العرب في واشنطن ومانهاتن.
وحصل ذلك حسب مصادر أمريكية مطلعة لأن مجلس وقبل ايام فقط من اغلاق مقر المنظمة اطلق منصته الجديدة ضمن مبادرة تدعم خيارات السلام وهي تحمل إسم “الكونجرس الفلسطيني العالمي” بالتوازي مع اعلان استعداده لرعاية وتمويل نحو 20 الف بعثة جامعية لأبناء قطاع غزة.
وتحدثت انباء عن إتصالات جرت بين القائمين على المؤسسة الفلسطينية الجديدة وفريق إدارة ترامب بالتزامن مع الجدل حول اغلاق مقر المنطمة.
ويفترض ان يتم إخلاء مبنى مكاتب المنظمة فعليا في العاشر من الشهر المقبل.
ويبدو ان مجلي يريد استئجار المبنى نفسه لوضع مكاتب منظمته الجديدة وهو مالا يعارضه مالك المبنى الملياردير الشامي كما علمت راي اليوم.
رمزية المبنى تحت النقاش الان ومجلي واخرون يريدون بقاء المكاتب مرتبطة بإسم القضية الفلسطينية لكن هذا الأمر لا يعجب السلطة الفلسطينية ويثير ارتيابها .
وللمبنى نفسه رمزية كبيرة فقد شغلته قبل عقودالبعثة الفلسطينية ضمن الجامعة العربية ثم استأجره مقربون من منظمة التحرير ولاحقا شغلته في الثمانينيات المنظمة العربية لمناهضة التمييز قبل ان يتقدم الشامي لشراء المبنى والمساهمة في تخصيصه كمكاتب رسمية للمنظمة بعد أوسلو.