قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، الشيخ نافذ عزام، "إنَّ مجزرة صبرا وشاتيلا ستظل محفورة في ذاكرة الفلسطينيين والأمتين العربية والإسلامية كونها واحدة من أبشع المجازر في التاريخ، وستبقى شاهداً حياً على وحشية وإرهاب الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني".
وأوضح الشيخ عزام في تصريحٍ لـ "فلسطين اليوم" أن الفلسطينيين في جميع أماكن تواجدهم دفعوا ويدفعون ثمن تمسكهم بأرضهم وهويتهم وثوابتهم، مشيراً إلى أنَّ "المجازر التي ارتكبت بحق الفلسطينيين القابعين في الشتات والمرابطين في أرضهم ارتكبت لأنهم حافظوا على هويتهم، وأرضهم، وثقافتهم، وتاريخهم، وحضارتهم، ودينهم، وثوابتهم".
في السياق، شدَّدَ عزام على أن وحدة شعبنا الفلسطيني بجبهة واحدة، والعمل في بوتقة واحدة ضد العدوان هو السبيل القادر على ردع الاحتلال الإسرائيلي الذي يوغل بالدم الفلسطيني، قائلاً "ردع الاعتداءات الإسرائيلية يكون بالوحدة التي تجمع أبناء شعبنا، ويمكن أنْ تتجسد الوحدة –على الرغم من الاختلافات السياسية والفكرية-مع وجود إرادة فلسطينية قادرة على تنحية الخلافات جانباً"، داعياً عزام إلى ضرورة أن يكون هناك جُهداً فلسطينياً صادقاً وحقيقاً لتجسيد الوحدة بين أبناء شعبنا الفلسطيني.
كما، ودعا عزام، الدول العربية لتبني مواقف أكثر حزماً وأكثر جدية في دعم الفلسطينيين، والعمل الجاد لمواجهة "إسرائيل" والسياسات الامريكية في المنطقة.
وعن تزامن ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا مع اتفاقية أوسلو، قال: "بعد ربع قرن من اتفاق أوسلو تأكد للجميع ومن ضمهم فريق التسوية عدم جدوى طريق المفاوضات والتسويات مع الاحتلال الإسرائيلي، طريق المفاوضات لا يمكنها إعادة حق لشعبنا أو رد عدوان عنه.
واضاف: الفلسطينيون –فريق أوسلو- قدموا كل شيء تقريباً خلال المفاوضات مع "إسرائيل"، في الوقت ذاته لم تقدم إسرائيلُ للفلسطينيين أي شيء، والنتيجة زيادة ملحوظة بعد الاتفاق، إذ ارتفعت معدلات التهويد والاستيطان بالضفة والقدس، وزادت وتيرة الاعتداءات بشكل ملحوظ، كما أنَّ إسرائيل تنحو أكثر فأكثر تجاه العنف والإرهاب والتطرف بحق شعبنا.
وتابع: الوسيط الأمريكي الذي وثقت فيه السلطة هدم اتفاق أوسلو وبات لا يتكلم بحل الدولتين أو القضايا الكبرى، بل يتغول على الفلسطينيين ويعتدي على ثوابتهم مثل القدس، واللاجئين .. الخ
وشدَّدَ عزام على أهمية استخلاص الدروس والعبر من فشل اتفاق أوسلو الذريع، قائلاً "لا يجوز أن نظل نندب حظنا وأن يكون شغلنا الشاغل هو لعن أوسلو، علينا أن نستخلص الدروس من فشل مسار المفاوضات مع الاحتلال، وأنْ ننطلق نحو الوحدة وترميم البيت الداخلي، وأنْ نسعى جميعاً للاقتراب من بعضنا على الرغم من الاختلافات السياسية والفكرية".
وتحل يوم غد الأحد، الذكرى الـ 36 لمجزرة صبرا وشاتيلا التي وقعت في 16 أيلول عام 1982 في مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان.
واستمرت المجازر المرتكبة بحق أبناء المخيم لمدة ثلاثة أيام وهي 16-17-18 أيلول، سقط خلالها عدد كبير من الشهداء في المذبحة من رجال وأطفال ونساء وشيوخ من المدنيين العزل، غالبيتهم من الفلسطينيين، فيما سقط أيضا خلال المجزرة لبنانيون.
وقدر عدد الشهداء وقتها بين 3500 إلى 5000 شهيد من أصل عشرين ألف نسمة كانوا يسكنون صبرا وشاتيلا وقت حدوث المجزرة.
وبدأت المجزرة بعد أن طوق جيش الاحتلال الإسرائيلي بقيادة وزير الحرب آنذاك أرئيل شارون، ورافائيل ايتان، وارتكبت هذه المذبحة بعيدا عن وسائل الإعلام، واستخدمت فيها الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات التصفية لسكان المخيم، وكانت مهمة الجيش الإسرائيلي محاصرة المخيم وإنارته ليلا بالقنابل المضيئة.
وقام جيش الاحتلال الإسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي (لحد) المتعاون معه بمحاصرة مخيمي صبرا وشاتيلا، وتم إنزال مئات المسلحين بذريعة البحث عن مقاتلين فلسطينيين، ولم يكن في المخيم سوى الأطفال والشيوخ والنساء، وقام المسلحون بقتل النساء والأطفال، وكانت معظم الجثث في شوارع المخيم، ومن ثم دخلت الجرافات الإسرائيلية لجرف المخيم وهدم المنازل لإخفاء الجريمة.
ونفذت المجزرة انتقاما من الفلسطينيين الذين صمدوا في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية طيلة ثلاثة أشهر من الحصار، الذي انتهى بضمانات دولية بحماية سكان المخيمات العزل بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت، لكن الدول الضامنة لم تفِ بالتزاماتها وتركت الأبرياء يواجهون مصيرهم قتلا وذبحا وبقرا للبطون.
وهدفت المجزرة إلى بث الرعب في نفوس الفلسطينيين لدفعهم إلى الهجرة خارج لبنان، وتأجيج الفتن الداخلية هناك، واستكمال الضربة التي وجهها الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 للوجود الفلسطيني في لبنان، وتحريض الفلسطينيين على قيادتهم بذريعة أنها غادرت لبنان وتركتهم دون حماية.
ولم تكن مجزرة صبرا وشاتيلا أول المجازر الصهيونية التي ترتكب بحق شعبنا، ولن تكون آخرها، فقد سبقتها مجازر قبية ودير ياسين والطنطورة، وتلتها مجزرة مخيم جنين، ومجازر غزة وغيرها، ورغم بشاعة ما جرى من قتل وتدمير في صبرا وشاتيلا، وهو ما شهده العالم أجمع، لا يزال الفاعلون طلقاء.