أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي د. محمد الهندي، أن اتفاق "أوسلو" الموقع قبل 25 عاماً من قبل نفر من منظمة التحرير الفلسطينية لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، أدخل القضية الفلسطينية والمنطقة في نفق مظلم، وخلف مآسي كبيرة للفلسطينيين، عندما دخلوا في مقامرة غير محسوبة.
وقال الهندي خلال كلمة له في لقاء عقدته القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية والذي جاء بعنوان "25 عاماً على اتفاق "أوسلو" الكارثة: الوحدة هدفنا والمقاومة خيارنا"، إن الكيان الإسرائيلي قائم على العنف من أجل تهويد فلسطين وإخضاع الشرق ومنع حدوث نهضة فيه.
وأوضح الهندي،أن المفاوض الفلسطيني دفع الثمن كاملاً وأقام شراكة أمنية مع العدو، ونبذ المقاومة واستعد لملاحقة المقاومين والمجاهدين إرضاء للعدو، على أمل مفاوضات تفضي إلى دولة فلسطينية على 20% من فلسطين التاريخية بعد خمس سنوات.
وأضاف، أنه بعد ربع قرن من اتفاق أوسلو، فنتيجة هذه المقامرة هي: 80% من أرض فلسطين أصبحت إسرائيل باعتراف المفاوض الفلسطيني، و20% من أرض فلسطين أصبحت أيضا إسرائيل بسياسية الأمر الواقع مع معازل فلسطينية مبعثرة في الضفة الغربية، والقدس أصبحت حدودها تمتد من بيت لحم إلى رام الله والقدس الشرقية مع أغلبية يهودية، والوحدة الداخلية التي بنيناها في مواجهة العدو في انتفاضة 87 واستعدناها في انتفاضة 2000 تحولت في ظل الاصرار على الشراكة مع العدو إلى انقسام داخل البيت الفلسطيني يعصف بكل مكوناته. (من صراع داخل حركة فتح نفسها، وصراع داخل منظمة التحرير الفلسطينية، وصراع السلطة مع المقاومة، وانقسام بين الضفة والقطاع).
وأشار،إلى أن الموقف العربي الرسمي في حدوده الدنيا الذي اشترط حل القضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطين على حدود 67 مقابل التطبيع والسلام الشامل ارتكز إلى التخلي عن القضية الفلسطينية واستعداد البعض للشراكة مع العدو والتطبيع معه دون حل القضية الفلسطينية وفق المبادرة العربية.
وحول المصالحة الفلسطينية، أوضح القيادي الهندي، أن أمريكا وإسرائيل أعطت الضوء الأخضر للمصالحة والتهدئة بمفهوم نزع روح المقاومة واستدراج قوى المقاومة للمشاركة في سلطة وهمية وذلك بهدف اجتثاث مشروع المقاومة وإسقاط غزة كقاعدة له.
وشدد على أن الجميع الفلسطيني مستهدف، والهامش يضيق حتى على سلطة رام الله التي أغلقوا مكاتبها في واشنطن لانهم لا يطيقون حتى المس بسمعة اسرائيل.
وقال:" أمام حركة فتح فرصة لتلفظ فكرة الحل المرحلي والاوهام التي أشاعها منذ ربع قرن وتعيد صياغة نفسها بالمواجهة مع المشروع الصهيوني وليس بالشراكة معه. مضيفاً أن فصائل المقاومة ستفشل محاولات استدراجها لتصبح شريكا في سلطة وهمية تأسست على مشروع أوسلو، لان الذي يحمي أي حركة تحرر وطني هو تمسكها بالمقاومة واستعدادها للتضحية.
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أن حركة الجهاد تعتبر المصالحة على أساس الشراكة هي أساس بناء المشروع الوطني.
وأكد مجدداً على أن حركة الجهاد لا تزال تعتبر المبادرة التي أطلقها الامين العام للحركة الدكتور رمضان عبد الله قبل أكثر من عام أساساً لمشروع وطني يهدف إلى تجاوز الازمة والتصدي لمحاولات إسرائيل وأمريكا لتصفية القضية الفلسطينية ونذكر بأهم بنود تلك المبادرة: "إعلان إلغاء اتفاق أوسلو ووقف العمل به في كل المجالات، وسحب م.ت.ف اعترافها بدولة الكيان الصهيوني، وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية وصياغة برنامج وطني موحد لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، والمدخل هو إعادة بناء م.ت.ف وفق مخرجات بيروت 2017م، وإعلان أن المرحلة لا زالت مرحلة تحرر وطني الاولوية فيها لمقاومة الاحتلال بكل الوسائل، وإطلاق حوار وطني شامل لبحث خطوات ومتطلبات التحول الى هذا المسار".
نص الكلمة كاملة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة والأخوات الحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نلتقي اليوم في الذكرى 25 لاتفاق أوسلو، وعلى مدار ربع قرن عقدت مئات المؤتمرات واللقاءات للحديث حول هذا الاتفاق الكارثي الذي كان غطاءً للتهويد، والاستيطان، ومصادرة الأراضي الفلسطينية، كما كان مبرراً لكل من اراد التخلص من عبئ فلسطين والتخلي عن مسؤولياته تجاهها من عرب وعجم، لذلك أرى من المناسب ان ابدأ حديثي من مدخل الوعي الذي اتاح لنفر من قادة م.ت.ف عقد هذا الأتفاق تحت مبرر المصلحة الوطنية حيث توهم هؤلاء في غياب الوعي وفهم طبيعة ووظيفة المشروع الصهيوني في المنطقة بإمكانية عقد شراكة مع العدو ودخل عدد لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة هذه المقامرة المسماة (اوسلو) وادخلوا معهم القضية الفلسطينية والمنطقة في هذا النفق الموحش وغاب عن وعيهم أن المشروع الصهيوني في فلسطين هو مشروع استعماري قائم على العنف وإدامة العنف يهدف لتهويد كل فلسطين والهيمنة من خلال ذلك على الشرق الاسلامي كله ومنع أي نهضة حقيقية فيه، وأن اسرائيل دولة صراع وغزو لا يمكن ان تنتج سلاما او تعايش.
ولأول مرة في تاريخ الصراع على فلسطين تستسلم جهة فلسطينية مسؤولة وتستجيب لشروط العدو كاملةً من القاء السلاح وإدانة ما اسموه (العنف)، وملاحقة المقاومة، وتعديل الميثاق، كل ذلك قبل التوصل الى اتفاق سلام بل ترحيل قضايا الصراع الأساسية (الأرض، القدس، اللاجئين، المياه) الى مفاوضات حل مرحلي مداه الاقصى 5 سنوات!!! أي اننا دفعنا الثمن كاملاً ومقدماً لندخل عملية تفاوض على أمل أن نحقق من خلالها دولة على 20% من أرض فلسطين.
لقد كان الفشل واضحا منذ البداية، وبعد سبع سنوات من التفاوض إدراك أبو عمار "رحمه الله" في "كامب ديفد 2" عمق المأزق فحاول تدارك الامر ودفع الثمن.
لكن البعض لا زال مصابا بالعمى ويصادر أي خيارات اخرى لشعبنا، ويمضي على نفس الطريق التي يسلكها منذ ربع قرن مغمض العينين وهو يدرك أن أمامه هاوية سحيقة.
لقد أستمر مأزق المفاوضات ربع قرن الثابت الوحيد الذي لم يتوقف خلالها هو التهويد والاستيطان الذي تضاعف اضعافاً ومصادرة الارض التي من المفترض أن تنشأ فيها دولة فلسطين.
بعد ربع قرن ماذا كانت نتيجة هذه المقامرة؟؟
1-80% من ارض فلسطين اصبحت اسرائيل باعتراف المفاوض الفلسطيني
2- 20% من ارض فلسطين اصبحت ايضا اسرائيل بسياسية الامر الواقع مع معازل فلسطينية مبعثرة في الضفة الغربية.
3- القدس اصبحت حدودها تمتد من بيت لحم الى رام الله والقدس الشرقية مع اغلبية يهودية
4- الوحدة الداخلية التي بنيناها في مواجهة العدو في انتفاضة 87 واستعدناها في انتفاضة 2000 تحولت في ظل الاصرار على الشراكة مع العدو الى انقسام داخل البيت الفلسطيني يعصف بكل مكوناته.
أ- صراع داخل فتح
ب- صراع داخل منظمة التحرير
ج- صراع السلطة مع المقاومة
د- انقسام بين الضفة وغزة
5- الموقف العربي الرسمي في حدوده الدنيا الذي اشترط حل القضية الفلسطينية واقامة دولة فلسطين على حدود 67 مقابل التطبيع والسلام الشامل ارتكس الى التخلي عن القضية الفلسطينية واستعداد البعض للشراكة مع العدو والتطبيع معه دون حل القضية الفلسطينية وفق المبادرة العربية , وهكذا وبعد ربع قرن يمكن تلخيص الموقف بالتالي.
1- أسس مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة انهارت منذ ابداء الاستعداد لتبادل الاراضي وصولاً الى قبول الكونفدرالية قبل قيام الدولة والتي تعني الاستعداد للتخلي عن عودة اللاجئين الى ديارهم واستعداد للتخلي عن القدس.
2- ليس هناك مشروعا بديلا سوى سياسة ترامب العدوانية التي تستهدف تصفية القضايا الجوهرية للصراع (القدس، والاراض واللاجئين) والاعتراف بالوقائع التي خلقتها اسرائيل على الارض.
3- ليس هناك اي بدائل لدى سلطة رام الله المرتهنة في كل شيء لمسار الشراكة مع العدو.
4- ليس هناك أي سند عربي يمكن ان نتسند عليه في ظل الانهيار الشامل في المنطقة.
باختصار القدس تعلن عاصمة لإسرائيل واللاجئين تعصف بهم قرارات واشنطن , واسرائيل ترسم خطوطها الحمراء في الأقليم وهناك تفهم اقليمي ودولي لجميع اجراءاتها , والعرب في غيبوبة.
ويتم تحويل الانظار عن الاحتلال وجرائمه الى صراعات اخرى.
1- صراع داخلي فلسطيني فلسطيني
2- صراع اقليمي سني شيعي
3- صراع داخل دول مجلس التعاون الخليجي
4- صراع داخلي في معظم دول الاقليم وبعض هذه الدول تشعر بأن اسرائيل كيان مهم لبقائها وتستدعي الدور الاسرائيلي في بناء تحالفات المنطقة في كل هذا الخراب يبقى شعب فلسطين متمردا على هذه السياسات ويقاتل اسرائيل عبر غزة التي تحولت الى قلعة للصمود والتصدي لاسرائيل التي لم تتمكن من هزيمتها او ردعها واصبحت تحسب لها كل حساب , واصبح اخضاع غزة باعتبارها البؤرة الوحيدة المتمردة هدفا للسياسة الامريكية الاسرائيلية في المنطقة.
الحضور الكريم ...
مؤخرا هناك ضوء اخضر اسرائيلي امريكي وبالتالي عربي بالمصالحة والتهدئة بمفهوم نزع روح المقاومة واستدراج قوى المقاومة للمشاركة في سلطة وهمية وذلك بهدف اجتثاث مشروع المقاومة واسقاط غزة كقاعدة له.
والجميع الفلسطيني مستهدف , والهامش يضيق حتى على سلطة رام الله التي اغلقوا مكاتبها في واشنطن لانهم لا يطيقون حتى المس بسمعة اسرائيل.
* فتح امامها فرصة لتلفظ فكرة الحل المرحلي والاوهام التي اشاعها منذ ربع قرن وتعيد صياغة نفسها بالمواجهة مع المشروع الصهيوني وليس بالشراكة معه.
* فصائل المقاومة ستفشل محاولات استدراجها لتصبح شريكا في سلطة وهمية تأسست على مشروع اوسلو, لان الذي يحمي أي حركة تحرر وطني هو تمسكها بالمقاومة واستعدادها للتضحية.
البعض يريد تقطيع الوقت واعادة تسويق الاوهام بما فيها اوهام الشرعية الدولية والامم المتحدة التي لن تتجاوز في احسن الحالات الجانب المعنوي دون أي تأثير على ارض الواقع, وكأن ربع قرن لا تكفي لأجراء مراجعات جادة.
الحضور الكريم ...
ان المسؤولية الوطنية تحتم على الجميع البحث عن حل بعيدا عن الادانات والاتهامات لان قضية بهذه القداسة لن تبقى رهينة لاتفاق بهذا البؤس.
وإننا في حركة الجهاد الاسلامي نعتبر المصالحة على اساس الشراكة هي اساس بناء المشروع الوطني.
ولا زلنا نعتبر المبادرة التي أطلقها الامين العام للحركة الدكتور رمضان عبد الله قبل أكثر من عام أساساً لمشروع وطني يهدف الى تجاوز الازمة والتصدي لمحاولات اسرائيل وامريكا لتصفية القضية الفلسطينية ونذكر بأهم بنود تلك المبادرة:
1- اعلان الغاء اتفاق اوسلوا ووقف العمل به في كل المجالات
2- سحب م.ت.ف اعترافها بدولة الكيان الصهيوني
3- انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية وصياغة برنامج وطني موحد لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، والمدخل هو اعادة بناء م.ت.ف وفق مخرجات بيروت 2017م.
4- اعلان ان المرحلة لا زالت مرحلة تحرر وطني الاولوية فيها لمقاومة الاحتلال بكل الوسائل
5- إطلاق حوار وطني شامل لبحث خطوات ومتطلبات التحول الى هذا المسار.
الحضور الكريم..
اذا لم نساعد انفسنا لا فائدة من القاء اللوم على الاخرين , ولا فائدة من اعادة تدوير الاوهام , ولا فائدة من استقطاع وقت جديد من حياة شعبنا لتكرار نفس الاخطاء والخطايا.
امامنا طريق شاق وطويل لتبقى فلسطين قبلة كل الاحرار وتبقى فلسطين التي نزل فيها قران يتلى الى يوم الدين منارة تنير طريق الثوار في مواجهة الظلم والفساد حتى تحقيق وعد الله بالنصر والتمكين.