علمت صحيفة «القدس العربي» أن الوفد الأمني المصري الرفيع الذي التقى الرئيس محمود عباس وقادة حركة فتح في رام الله، ألح على ضرورة عقد «لقاء ثنائي» يجمع حركتي فتح وحماس برعاية مصرية قريبا، في إطار دعم جهود القاهرة من أجل المصالحة التي جرى تقديمها حاليا على ملف التهدئة.
وحسب مصدر مطلع فإن الجلسة التي عقدها الوفد الأمني المصري الذي زار رام الله السبت قبل الماضي، تخللها نقاش مستفيض وطويل، عرضت خلاله حركة فتح تخوفها من عملية إجراء التهدئة قبل اتمام المصالحة، كون ذلك يضعف الموقف الفلسطيني الرسمي الذي تقوده منظمة التحرير في هذا الوقت الحساس، الذي تريد خلاله الإدارة الأمريكية تمرير مشروعها السياسي.
ولم يخل اللقاء من توجيه لوم من قيادة حركة فتح، للتحركات الأخيرة التي طرح خلالها ملف التهدئة كخيار أول، وإرجاء ملف المصالحة بشكل كامل، وعدم متابعة الجهود التي بذلت قبل ذلك، وتخللها تقديم القاهرة ورقة جديدة لحل الخلافات.
وخلال اللقاء كرر الوفد الأمني المصري، الذي وعد بالعمل على تسريع خطوات المصالحة، طلبه لحركة فتح، وهذه المرة أمام الرئيس محمود عباس، بضرورة موافقة الحركة على عقد «لقاء ثنائي» مع حركة حماس، خلال الأيام المقبلة في القاهرة، من أجل الإعلان عن انطلاق جولة جديدة هدفها إنهاء الانقسام.
والمعروف أن حركة فتح اتخذت قراراً سابقاً، بعدم اللقاء مع حركة حماس، وجعل التفاوض معها عبر الوسيط المصري، حتى قيامها بتطبيق باقي بنود اتفاق تطبيق المصالحة، الموقع يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي توقف العمل به، بعد تصاعد الخلافات، على خلفية تفجير موكب رئيس الحكومة ومدير جهاز المخابرات الفلسطينية خلال دخولهم إلى غزة في مارس/آذار الماضي.
فتح والرد النهائي
ولم تعط حركة فتح حتى اللحظة رداً نهائياً على طلب المسؤولين المصريين، بخصوص عقد لقاء مع قيادة حركة حماس، فيما تواصل الحركة ترتيباتها لخروج وفد رفيع منها إلى القاهرة خلال الأيام المقبلة، لعقد لقاءات هدفها تجاوز المرحلة السابقة، والدفع باتجاه تسريع خطوات المصالحة، والتحضير لزيارة مرتقبة للرئيس عباس للقاهرة، قبل توجهه لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلقاء خطاب هناك يوم 27 من الشهر الجاري.
وولم يفقد الوفد الأمني المصري الأمل في الحصول على موافقة من فتح لعقد «اللقاء الثنائي»، في ظل أنباء تشير إلى أن هناك طروحات بإعطاء الأولوية حاليا للقيادة الفلسطينية من أجل التحرك على المستوى الدولي والعربي، لترتيب الأوراق، قبل عقد اجتماعات الجمعية العامة، وعقد مؤتمر لمانحي «الأونروا»، لمواجهة الخطة الأمريكية القاضية بتصفية ملفي القدس واللاجئين، من خلال الضغط على الفلسطينيين.
وكان الرئيس عباس قال خلال لقائه بالمكتب السياسي لجبهة التحرير العربية، حين تطرق إلى قضية المصالحة الوطنية، أنها تعد «مصلحة وطنية عليا لمواجهة الظروف الصعبة والخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية».
وفي السياق كان خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أكد أن الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق تهدئة «ما زالت متواصلة»، لكنه قال إنه لا توجد ترتيبات لخروج وفد من حماس إلى مصر خلال الأسبوعين المقبلين.