انطلق مجموعة من الشبان من قرية الخان الأحمر المهددة بالهدم في ساعة متأخرة من الليلة الماضية إلى موقع يبعد عشرات الأمتار عن مستوطنة "كفار أدوميم" المقامة على أراضي الخان الأحمر.
عشرات الشبان من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، واللجان الشعبية، وفي وادٍ قريب من المستوطنة بدأوا عمليات بناء لبيوت من الصفيح والأخشاب، بيوت مشابهة للمنازل التي يعيش بها 33 عائلة في قرية الخان الأحمر المهددة بالهدم.
الشبان شرعوا بشكل سريع في بناء المنازل الجديدة ليعلنوا عن انطلاق قرية جديدة هي قرية "الوادي الأحمر"، والهدف من إنشائها هو خلق مساكن جديدة للبدو في إطار خطة للتصدي للتوسع الاستيطاني في المنطقة.
النشطاء وبينهم أجانب متضامنون مع الشعب الفلسطيني انقسموا إلى مجموعات وفرق وقامت كل فرقة ببناء منازل من الأخشاب التي شكلت هياكل المنازل، فيما صنعت الجدران من الصفيح.
سريعا عملوا جميعا من أجل إنجاز المهمة في أسرع وقت ممكن، قبل وصول الاحتلال إلى مكان القرية خشية من هدمها.
وقال عبد الله أبو رحمة مدير عام دائرة العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، لـ "وفا"، إن طريقة البناء في قرية الوادي الأحمر تختلف عن البناء في قرى الصمود الأخرى، فهذه قرية بنيت من الصفيح والاخشاب وليس من الخيام.
وأضاف: نحن قلنا بأننا لن نقف مكتفي الأيدي أمام تهديدات الاحتلال لهدم قرية الخان الأحمر ولن ننتظر قوات الاحتلال حتى تأتي وتهدم قرية الخان الأحمر ونحن بادرنا لبناء قرية الوادي الأحمر وهي القرية المحاذية لقرية الخان الأحمر، ليقطن فيها سكان الخان الأحمر في حال هدمها.
وأضاف أن المقاومة الشعبية ستبادر وستقوم بخطوات لرفض طردنا من أرضنا ونحن لسنا عنيفين ولسنا إرهابين، بل ندافع عن حقوقنا التي كفلها لنا القانون الدولي.
وأوضح أبو رحمة أن ما تمكن النشطاء من إدخاله رغم التشديدات الأمنية من قبل الاحتلال هي كمية مواد تكفي لخمسة منازل سنقوم بالمكوث فيها والمبيت فيها من أجل حمايتها من الهدم.
وأوضح أن القرية هي مبادرة لمواجهة الاحتلال ليس فقط بالانتظار حتى يحضر الاحتلال ويهدم القرية، بل بالقيام بمبادرة لبناء هذه المنازل من الصفيح والخشب وهي منازل جيدة يمكن أن تسكن فيها خمس عائلات بدوية.
وتابع، أن ما يجري هو بناء منازل مناسبة في الحر والبرد، وأكثر ديمومة وأكثر استقرارا، وهي بيوت جيدة صالحة للسكن.
وأشار إلى أن اختيار المكان للتأكيد على أننا نسعى للحد من توسع مستوطنة كفار أدوميم، ونحن نريد أن نوسع قرية الخان الأحمر تجاه كفار أدوميم وليس العكس، متمنيا أن يتم حماية قرية الوادي الأحمر من الهدم ونتمنى أن يكون هناك تظافر وتعاطف معنا في هذه القرية.
وعند الثانية فجرا أعلن الوزير وليد عساف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، عن افتتاح القرية الجديدة، في تحد لإجراءات الاحتلال المتمثلة بالاعتداء على قرانا وقررت أن تضيف مجموعة من الأبنية كتعبير عن استعداد الفلسطينيين للاستمرار في البناء وعدم التخلي عن أراضيهم، وذلك في رسالة للعالم أن شعبنا ماض في الدفاع عن أرضه وتحديدا في المناطق المصنفة (ج)، لان هذه المناطق جزء من أرضنا الفلسطينية سنبني في كل مكان وسنستمر فيها لحمايتها.
وأضاف معركتنا في الخان الأحمر هي معركة استراتيجية، مقدما التحية لمن عملوا في الليل ليدافعوا عن وجودنا وعن بقائنا وعن أٍرنا وعن أراضينا، حيث استنزف الاحتلال تلك المناطق وأعلن أن حوالي %38 من الأراضي ج هي أراضي دولة ومعسكرات للاحتلال.
من جانبه، قال محافظ القدس عدنان غيث، الذي تواجد خلال بناء القرية، من حقنا البناء في كل مكان من أرض الدولة الفلسطينية ومن حق أبناء شعبنا أن يعمروا في كل مكان ضمن دولتنا المعترف بها من كل الشرعية الدولية التي ينتهكها الاحتلال.
وأضاف أن ما يجري في قرية الخان الأحمر هي جريمة حرب بكل ما تعني الكلمة من معنى، ومن بنى قرية الوادي الأحمر سيرفع علم فلسطين فوق مآذن القدس وكنائس القدس.
من جانبه، قال عبد الإله الأتيرة عضو المجلس الثوري لحركة فتح، الذي شارك في بناء القرية أيضا أن كل أراضينا مفتوحة للكل الفلسطيني للبناء فيها واستخراج المياه منها، ويجب أن نكسر هذه القرارات الجاحدة بحقنا، ولا تكسر إلا بإرادة الشباب كما هو اليوم في قرية الوادي الأحمر.
إلى ذلك، قال أمين سر إقليم حركة فتح في القدس شادي المطور، إن القرية هي رسالة تحدٍ لكل من يريد أن يستولى على أراضينا، ونحن صامدون في الخان الأحمر وسنبقى على أرضنا الفلسطينية ولا يوجد قوة في العالم ستزيلنا عن هذه الأرض.
من جانبه، قال مدير وحدة القدس في الرئاسة معتصم تيم، إنه لا اعتراف بقوانين الاحتلال فكافة الأراضي فلسطينية محتلة، وسندافع عنها بكل قوة، وإنشاء القرية الليلة يهدف لحماية الخان الأحمر من الاحتلال والاستهداف.